top of page

مؤتمر لمعارضين إريتريين في إثيوبيا... هل ينذر بحرب جديدة؟

tvawna1

Updated: 16 minutes ago

تتباين آراء المراقبين بين من يعتبرونه خطوة معتادة تاريخياً ومن ينظر إليه على أنه خلاف متصاعد سيسفر عن تدهور سريع بالعلاقات

محمود أبو بكر صحافي مختص في شؤون القرن الافريقي

الأحد 2 فبراير 2025

بات السلام الموقع بين إثيوبيا وإريتريا قبل أعوام مهدد بالانهيار (رويترز)

ملخص

يقدر بأن استمرار الخلافات على هذا النحو بين العاصمتين قد يفضي في نهاية المطاف إلى حرب طاحنة، إذ إن الشواهد كثيرة والتاريخ القريب للبلدين سجل أنواعاً متعددة من الصراعات أدت إلى حرب طاحنة استمرت عامين. استضافت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤتمراً لأحد أكثر التيارات السياسية الإريترية تطرفاً في معارضتها للنظام الحاكم في أسمرة، سواء من ناحية طروحاته المطالبة باقتلاع النظام من جذوره، أو في أدوات نضاله العنيفة.

مؤتمر ما يُعرف بـ"برقيد نحمدو" عقد للمرة الأولى في إثيوبيا بحضور مئات الشباب المقيمين داخل البلد الأفريقي، إضافة إلى مشاركة عشرات الناشطين من كل من أوروبا وكندا وأميركا، ويُعدّ الاجتماع الأول من نوعه لجهة عقده بصورة علنية، وبعد الحصول على تصريح من الحكومة الإثيوبية، مما يشير إلى وصول العلاقة بين أسمرة وأديس أبابا إلى مرحلة متقدمة من الخلاف. أزمة متصاعدة

ويرى مراقبون للوضع أن سماح حكومة آبي أحمد لأحد أعنف التيارات السياسية الإريترية المعارضة بعقد مؤتمره بصورة علنية، قد ينذر بتدهور العلاقات بين البلدين وصولاً إلى مرحلة القطيعة، خصوصاً أن المؤتمر أنهى أعماله بتبني الخيار العسكري لإسقاط النظام الإريتري.

وشهدت العلاقة بين أديس أبابا وأسمرة فتوراً ملحوظاً عقب توقيع الأولى اتفاق بريتوريا للسلام مع "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، من دون مشاورة حلفائها في الحرب التي استمرت لعامين كاملين (2020-2022)، وشهدت كذلك تدهوراً كبيراً بعد إعلان أديس أبابا عن رغبتها في امتلاك منافذ بحرية سيادية على البحر الأحمر.

خلافات داخلية

يشار هنا أيضاً إلى أن مجموعة "برقيد نحمدو" التي بدأت كحراك شعبي للمهاجرين الإريتريين في الدول الأوروبية، شهدت انقسامات عميقة نتيجة اختلافات أيديولوجية، إذ يعتنق عدد كبير من ناشطيها فكرة تشكيل دولة واحدة مع إقليم تيغراي الإثيوبي المتاخم لإريتريا تحت مسمى "دولة تيغراي تيغرني" وتكوين دولة القومية الواحدة، مما دعا إلى انسلاخ مجموعة من الإريتريين الذين كانوا ينشطون في هذا الحراك.


مجموعة "برقيد نحمدو" بدأت كحراك شعبي للمهاجرين الإريتريين في الدول الأوروبية (مواقع التواصل)

وعلى رغم أن المجموعة اصطفت إلى جانب طروحات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في حربها ضد الجيشين الإثيوبي والإريتري، فإن تفكك التحالف بين أسمرة وأديس أبابا أدى إلى تبني حكومة أبي أحمد لهذه المجموعة والسماح لها بعقد مؤتمرها على الأراضي الإثيوبية على رغم أن عدداً من ناشطيها يواجه أحكاماً قاسية في الدول الأوروبية نتيجة مشاركته في أعمال العنف التي استهدفت المهرجانات الفنية التي تقيمها السفارات الإريترية في الخارج، مما أدى إلى وقوع ضحايا من الطرفين وإتلاف الممتلكات، إضافة إلى استهداف عناصر من الشرطة في بعض الدول من بينها ألمانيا وهولندا وكندا  .

وكانت مجلة شباب العالم الألمانية كشفت في تحقيق صحافي نشرته عام 2023 عن أن غالبية ناشطي هذه المجموعة ينتمون إلى إقليم تيغراي الإثيوبي وأنهم حصلوا على وثائق الحماية الأوروبية بادعاء أنهم لاجئون إريتريون. كما أصدرت وزارة الداخلية الألمانية تقريراً يتحدث عن أن معظم المشاركين في أعمال العنف هم إثيوبيون من إقليم تيغراي، حصلوا على وثائق اللجوء بادعاء أنهم إريتريون.

نذر حرب

ورأى الباحث المتخصص في شؤون منطقة القرن الأفريقي عبدالرحمن سيد أن قرار أديس أبابا باستضافة المجموعة الإريترية المعارضة على أراضيها، تُعدّ خطوة متقدمة في الخلاف بين الحكومتين الإثيوبية والإريترية، وستؤدي إلى تدهور سريع وغير محسوب للعلاقات.

وحذر من أن استمرار الخلافات على هذا النحو بين العاصمتين قد يُفضي في نهاية المطاف إلى حرب طاحنة، إذ إن الشواهد كثيرة والتاريخ القريب للبلدين سجل أنواعاً متعددة من الصراعات، أدت إلى حرب طاحنة استمرت عامين (1998-2000) ثم قطيعة تجاوزت عقدين من الزمن، قبل أن يوقعا اتفاقاً للسلام بعد وصول آبي أحمد إلى السلطة.

وأوضح أن المجموعة التي عقدت مؤتمرها في إثيوبيا لا تعتبر معارضة حقيقية تحمل برنامجاً سياسياً واضحاً، بل هي خليط من الناشطين من خلفيات سياسية مختلفة وأهم قادتها يُعدّون من عرابي تيار "تيغراي الكبرى" الذي يطالب بضم إريتريا إلى إقليم تيغراي الإثيوبي. المصدر>>>>>

144 views0 comments

Comments


bottom of page