بقلم الاستاذ/ علي محمد صالح شوم
لندن _ 19/05/2022م
في موكب مهيب شيعيت الجماهير الفلسطينية الصحفية اللامعة شيرين أبو عاقلة التي اغتالتها رصاصات الغدر اثناء تأدية واجبها الصحفي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينين في الضفة الغربية المحتلة الذي اجتاحته قوات الاحتلال الاسرائيلي، كان مشهدا مهيبا تدافع الشباب الفلسطيني حاملين نعش الشهيدة شيرين على الاكتاف من موقع الاستشهاد في مخيم جنين الى مقر المقاطعة في مدينة رام الله التي خاطبها الرئيس محمود عباس وقلدها نجمة القدس وهو ارفع وسام في فلسطين، انتقل بعدها الموكب بعنفوانه وغضبه العارم الى احد مستشفيات القدس ، وفي لحظات تشيع الجثمان الى مثواه الاخير وعلى الرغم من المضايقات التي تعرض لها الموكب الا ان الارادة الفولازية لشعب الجبارين كانت حاضرة كالمعتاد في تحدي واصرار تجاوز المشيعون كل الحواجز واشتبكوا مع قوات الاحتلال وهم يهتفون ضد الاحتلال الاسرائيلي رافعين اعلام دولة فلسطين وجثمان الشهيدة يلفه العلم الوطني الفلسطيني في تلاحم اسطوري بين كل فئات الشعب الفلسطيني المناضل ، كيف لا وهو شعب الجبارين ، شعب يسطر كل يوم مواقف البطولة والفداء ، ولم يعد الموت والاستشهاد يخيفهم مؤمنين بعدالة قضيتهم وحتمية النصر كما قال القائد الخالد رمز النضال الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات ( سيرفع شبل من اشبالنا و زهرة من زهراتنا يوما علم فلسطين فوق ماذن القدس وفوق كنائيس القدس وسريا القدس ) ، هذا اليقين يؤكد للجميع ان شعب الجبارين لن يستسلم وانه يرى النصر قريبا ويراه غيره بعيدا، كما قال شاعرهم. سأحمل روحي على راحتي وارمي بها في مهاوي الرى فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا ونفس الشريف لها غايتان ورود المنايا ونيل المنى تفتحت ذاكرة الجيل الجديد في الوطن العربي والعالم على صوت وصورة الشهيدة على شاشات قناة الجزيرة الغراء وهى تقدم تقريرها الاخباري بصوتها العزب ( شيرين ابوعاقلة قناة الجزيرة فلسطين المحتلة)، كانت عنوانا للصحفي المتلزم بخط الصحافة الحر الذي يجري وراء الحقيقة ، وفلسطينية تتقدم الصفوف في الدفاع عن حق شعبها في الحرية والكرامة ومقاومة الاحتلال من خلال سلاح الاعلام ، شيرين فدائية جريئة اقتحمت كل الحصون لعكس معانات شعبها الذي يموت في اليوم الف مرة ، عكست ما يتعرض له الفلسطينيون في الارض المحتلة ، والعالم يذكر مرافعاتها الصحفية في محنة قطاع عزة وهى تقتحم الحصون والمواقع المستهدفة من قبل جيش الاحتلال ، نقلت كمرة الجزيرة التي كانت مراسلتها المميزة كل الاحداث في مختلف اجزاء الوطن الفلسطيني المحتل، وتجدر الاشارة هنا ان قناة الجزيرة التي زلزلت عروش اعلام الصوت الواحد منذ يوم انطلاقتها الاولى ، قدمت نموذجا للمهنية والاعلام العصري فكانت الشهيدة شيرين من اوائيل من التحق بالجزيرة التي ولدت باسنانها ، لم يغري شيرين العيش الرغد في بلاد المهجر التي اكتسبت جنسيتها وآثرت ان تكون في خندق المقاومة بقلمها وصوتها في وطنها التي احبته ووهبته حياتها.
الرحمة للمقدسية شيرين ابو عاقلة والتعازي لأسرتها الصغيرة وللشعب الفلسطيني الشقيق وزملائها في قناة الجزيرة وقبيلة الاعلامين وكل احرار العالم .
علي محمد صالح شوم
لندن _ 19/05/2022م
Comments