
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الاستاذ / علي محمد صالح شوم
لندن-10/03/2025
لمن تقرع طبول الحرب في منطقتنا ؟ سؤال يتبادر الى الزهن كلما سمعنا ان هناك حشود وتبادل الاتهامات بين هذه الدولة وتلك، وفي وضعنا الارتري ومن سخريات القدر ان نبتلى بجار في الجنوب لم يكف عن أطماعه التوسعية ، فمن أربعينيات القرن الماضي واثيوبيا يراودها حلم

اخضاع ارتريا وشعبها إليها حتى فجر شعبنا ثورته المسلحة في الفاتح من سبتمبر ١٩٦١م بقيادة الشهيد البطل حامد ادريس عواتى متحديا جبروت اثيوبيا التي نقضت الفدرالية وأعلنت ضم الوطن الارتري إليها. وبعد نضال استمر لثلاثة عقود قدم خلالها الشعب الارتري كل غال ونفيس وقوافل من الشهداء الأبرار واضعافهم من الجرحى ومعاقي الحرب بالإضافة إلى الأرامل والايتام و تدمير القرى الآمنة وحرقها على رؤس أصحابها. انتصرت الارادة الارترية وخرج المحتل الغاصب مهزوما واصبحت ارتريا لأبنائنا واخذت مكانها بين الأمم دولة ذات سيادة اخذت موقعها الطبيعي في مقاعد الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية الاخرى، ما ساقني لهذه المقدمة تصريحات المسؤولين الإثيوبين وبعض وسائل اعلامهم المقروء والمسموع والمرئي بان يكون لدولتهم منفذا على البحر والتلميح الى ضرورة ضم ميناء عصب إليهم وهو أمر في غاية الغرابة ان تدعي دولة احقيتها في أرض دولة أخرى ذات سيادة!!! عصب ميناء ارتري باعتراف العالم اجمع وملك لشعبها، وإذا كانت هناك مصالح مشتركة فعلى اثيوبيا ان تتفق مع ارتريا عن كيفية الاستفادة المشتركة من الميناء اما أن تقرع طبول الحرب مدعية احقيتها في الميناء فهذا أمر لا تسنده الحقائق والوقائع لا يقبله أحد وان الارترين الذين قاتلوا من اجل حريتهم سوف لن يفرطوا فيها ومستعدين لتقديم التضحيات من اجل حماية سيادتهم.
ليست الحروب من تحل المشاكل بين الجيران ولكن بالحوار والتفاهم يمكن الوصول الى حلول وعلى اثيوبيا ان تعي ان الاستقرار النسبي الذي نعمت به بعد العام ١٩٩١م كان بفضل اقرارها بحق الشعب الارتري في استقلاله وسيادته على أراضيه. ونحن هنا نطالب كل الوطنين الأحرار ان يشمروا عن سواعدهم وأخص بالدعوة كل القوى الوطنية في الخارج وعلى رأسهم المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي برفع مذكرات تفضح هذه الادعاءات ومطالبة المجتمع الدولي والاقليمي بالتدخل من ان لا تقوم حروب أخرى بين الدولتين ، وعلى الجاليات الارترية تنظيم مظاهرات في كل الدول التي تسمح قوانينها لقيام مثل هذه المظاهرات من اجل التنديد بالحرب وتدعوا تدخل تلك الدول لعدم حدوثها .
سبق نظام الطاغية أسياس ان اصبح جزء من الحرب التي شنها أبي أحمد ضد التقراى في شمال البلاد والمحادد لارتريا وكان ذلك لأمر أضمره بعد ان أعلن انتهاء الخلاف مع اثيوبيا وتبادل الزيارات بين النظامين، تلك الحرب التي خسرنا فيها الالاف من ابنائنا ولم يتم الإعلان عنهم حتى الآن وهى حرب لا تعنينا بكل المقاييس واليوم تتناقل وسائل الإعلام العالمية والمحلية اخبار الحرب التي سوف يكون لها آثار مدمرة على الطرفين. فلنسعى جميعا من اجل ان لا تندلع.
اللهم اني قد بلغت فاشهد.
علي محمد صالح شوم
لندن-10/03/2025
Comments