(كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ)
إلى جنات الخلد المناضل الجسور أبو جعفر عمر محمد نور عمر حمد هداد ركا الذي وافته المنية
مساء يوم الخميس ٢ رجب 1446 الموافق ٢ يناير 2025 بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوى ولسعاته، وقد ووري جثمانه الثري بمكة المكرمة بعد صلاة فجر الجمعة المباركة في رجب الخير، شهر الرحمات والبركات والسكينة، وفي أطهر بقاع الأرض- مكة المكرمة - نسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى .
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
وداعا أبو جعفر الشاب الصبور والمثابر، الذي بترت رجله اليمنى وهو ما زال في ريعان الشباب – خلال فترة النضال الوطني - وكان راضياً بقضاء الله وقدره. شاء الله أن تكون نهاية رحلته في أطهر بقاع الأرض، حيث قدم إلى المملكة العربية السعودية
لأداء العمرة وزيارة إخوانه وأبناء أعمامه وأرحامه، وفجأة أصيب بالفشل الكلوي وادخل مستشفى الجامعة بجدة. وعندما أخبرني بحالته إبن عمته وابن خالتي جمال محمد صالح محمود رباط، زرناه معا حيث استقبلتنا بقاعة الانتظار شقيقته حواء محمد نور عمر، وانتظرنا إلى حين خروجه من غرفة الغسيل حيث سمحوا لنا بزيارته بعد ساعة. أخبرته شقيقته بإسمائنا، وبالرغم من الألم ضحك وقال: (هذا من فضل الله، أخيراً التقينا). كان نسخة من والده خالي محمد نور عمر حمد هداد ركا، طويل القامة، بهيُ الطلعة، صبوح الوجه، لا تفارق الابتسامة محياه الوضئ، فارق دنيانا الفانية ليلحق بركب الراحلين إلى دار الخلود. مؤلم حقا فراق الأحبة ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) وإنا لفراقك يا أبا جعفر لمحزونون، جمعنا الله بك في الفردوس الأعلى.
المغفور له - بإذن الله - أب لابن وست بنات كلهم في سن الطفولة، وهو شقيق حسين ويسن محمد نور عمر حمد هداد ركا وابن عم عمر وابراهيم، والمغفور له بإذن الله محمد احمد وحسن، والدكتور يوسف، ومحمد صالح، وطاهر، والدكتور عبدالقادر ادريس نور عمرحمد هدادركا.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء الثلج والبرد،ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل قبره روضه من رياض الجنة. اللهم جازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، والقه برحمتك ورضاك، وتغمده برحمتك آناء الليل والنهار يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور، في سدرٍ مخضودٍ، وطلعٍ منضوضٍ، وماءٍ مسكوبٍ، وفاكهةٍ كثيرةٍ لا مقطوعةٍ ولا ممنوعة، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وألهمنا وآله وذويه وشريكة حياته وابنه وبناته وإخوانه وأخواته واقاربه وأحبابه وجيرانه وآل ركا وآل سوتلاى وآل ناشح وجميع أرحامه في الشتات الصبر والسلوان وحسن العزاء (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
بقلم الاستاذ / عيسي سيد محمد
Comments