بقلم الاستاذ / أحمد شريف
12/12/2024
كلما أُعلن للملأ نهاية سطوة حاكمٍ ظالم، متجبرٍ في الأرض، تلفَّت قومنا يتهامسون، متى يحين
خلاص شعبنا من الحاكم القاهر الفاسق الفاسد؟؟ تسمعهم يُلحُّون، متى ينتهي أمد العابث الجائر في بلادنا؟ بل كلما سقط تمثال صنمٍ لحزبٍ أو عميلٍ ، في عاصمة أو مثيلاتها، يتساقى الرهطُ منا، طوعا لا كرها، كؤوس الأماني، ويشربون نخب الحلم المجاني، للذي تأبى أن ينبلج نهاره بعد في عيوننا!! يحلمون بما لم يفعلوا، لكنهم يعيدون ويجترون حتى الثمالة، متى يحين موعد تهاوي الصنم عندنا؟
ويصرون عنادا، وكأنَّ المعاندة، تُولد من رحمها، الشموس والأقمار!! يصيحون متى نراه ونعيشه ونحسه في عاصمتنا، وقد غنتها أفئدة العذارى؛ لتتحرر من سباتها، ومدن أخرى أغرقتها، دموعُ الأرامل والأخوات، الحائرات، النازفات، الهائمات، في بحور الفراق وأنينه، وما سنوات التهجير، وفحيح الغربة وجهنمها، جراء عربدة الظالم، وهذا المنافق الخائن، من السوء، ببعيد!!! يقولون بأفواههم لا ليس في قلوبهم، متى؟ ومتى؟ وملايين مثلهن، يرشحونها، في وجه الصديق والعدو ؟؟.
وآخرون هائمون واهمون، ساقطون في رصيف أوهام القاهر العابث، سابحون في جنة وعد ظلمه الكاذب، وقاهر حقوقهم فوق الأرض، وتحت الشمس، سبَّاحون حمَّادون لواقع نزيفهم المُر، يرون ولا يشعرون!! يتقلبون فيء أحلامٍ واهية، عرضها، سجون نعيمه الغاشم، المُقامةِ على صيحات الحرائر، وعويل الثيبات، وأنفاق جوره المدلهم، يقولون، بلا حياء، أن ليس كل صيحةٍ أو هبةٍ أو غضبةٍ، عليهم، ولا على ولي نعمتهم!!! كيف لا ومليك نغمتهم، سيشهدون هبوبَها، هيهات هيهات !!! فقد قال مسيلمتهم ذات يومٍ ساكر، "أنَّ "فرعون أسمرا" هو أعظم ما أهدته إرتريا إلى الوجود!!!" وما يسرونه في مواخيرهم أعظم!! هكذا يحرقون البخور، ويقرأون كتبا غير مقدسة، ويلهجون بأدعية، لا تعرفها السماوات السبع ولا الأراضون.
وثمة رهطٍ على الرصيف، قد يئسوا من الفرج والنصر، كما يئس الكفارُ من أصحاب القبور. فلا فوتَ لقنوطِهم، ولا موتَ لهذا أو ذلك!!! هبَّت الشعوبُ، أو نامت الأمم، حتى خروج ياجوج وماجوج، فالكل عندهم سواء.
وأكثرهم، هم السائلون المستوضحون، متى وأخواتها العجاف العجاب. يُلقونها على وجوه مَن تجمعهم، جِلسات المنازل، والمقاهي والخيام. هي ذات الأسئلة والاستفسارات التمترسات في عواصم المهاجر، ومعسكرات المنافي والملاجئ. الساكنات في أكناف الوطن المكلوم، ووريده النازف!! متى يشرق الصباح عندنا؟ ويسدل الستار حولنا؟ وتنمحي معالم الطغيان بيننا؟
أما الذين تحت رحمة المستبد المتجبر، فأرواحهم تخشى عيون أمنه، وصولجان شرطه، فما أكثر صياصي رهط السوء، حراقو بخوره، صباح مساء. أولئك الذين لا خلاقَ لهم في دنيا الظالم المظلوم، حيث إن الظلمَ و الظالم ، لهم بالمرصاد. بالتالي فإن أصواتهم في صمتها لا تلهج، بحمد فرعون أسمرا وأعوانه، لكن عيونهم تنظر إلى السماء، فهي كالغريق في غياهب الجب، تنتظر أن يرمي أحد السيارة دلوه، في بئر ظلم الطاغية، ولات من عابر يقف على البئر؛ ليسحب ماء، وقد سُحِبت الأرواحُ من أرحامها.
الخلاصة أيها الناس، أن كل فريق في بحر أوهامه فَرِحٌ سمِج!!! ولأن الأيام دول بين الناس، فلا بد من سقوط أقنعة هنا، وتهاوي أصنام هناك. فمشارق الأرض ومغاربها، تؤكد حتمية نهاية كل ظالم جائر، وأن كل جبار وقح، ذاهب إلى سبيله ذليلا، بعد أن يملأ صحفة كتابه، عسفا، وجورا، وقهرا، وسحقا، ومحقا، ويغفل الظالمون، أن لكل بداية سوء، نهاية خزي، وشنار، وما ربك بغافل عما يفعلون.
قرأنا صحفَ الظالمين بكل اللغات، وشاهدنا تهاوِي أصنام العتاة، وسمعنا دقاتِ قلب الظالمين، وهي تبحث عن طوق نجاة!! ومثل ما سقوا بها شعوبهم، تجرعوها سأَّلين، معترين، ملعونين أينما ثقفوا. يدقون أبواب الأجواء سماء، طالبين فيء لجوء، في بلاد العسف البعيدة الساحقة، وجحور الأنقاف القريبة الحارقة، وقد أصبحوا أثرا بعد عين في بلادهم. غير أن اللعناة الماحقة، تلاحقهم وتُزلزل سكونهم. ولات ساعة مندم.
كيف وقد أقدم أولئك الظالمون، على فعل منكرٍ، وإتيان حرماتٍ، لم يُقدم على فعلها إبليسٌ وقبيلُه. نزعوا الأرواح من أجسام الأبرياء نزعا، سحقوا الأجسادَ كما يسحق الدقيق سحقا، أسالوا دماء الشرفاء والنبلاء أنهارا، في بلاط عُهرهم ومجونهم، هتكوا أعراض القاعدات، واللائي لم يبلغن الحلم هتكا، وأتوا كل جريرةٍ، وسوءٍ، وخزيٍ، وفسقٍ، على أشهاد الصامدين الشهداء الشرفاء!!!
وهم على شاكتلهم تلك عامهون، أزفت آزفةُ سطوهم، فتجرعوها غصةً بعد غصة، وصديدًا بعد صديد، وساء حظهم سبيلا. نراهم باسطوا أيدهم لظالمٍ صغيرٍ حقيرٍ آخر. رأيناهم خانعي رؤوسهم، لماكرٍ فاجرٍ شانئ، قبيح الوجه، وسيء المنظر!!! تابعناهم وقد لاحقتهم سياط الأبرياء في حمدها وشكرها للفرج الذي سرقوه ردحا من الزمن. اتتهم من وعد صادقٍ، وربٍّ مقتصٍّ عادلٍ. وقد طفحت على أجسادهم الواهنة، في ملاجئهم الآسنة، سياطُ دعوات المُفرج عنهم، وقد تم القصاص منهم، ويوم يقف الناس ليوم القصاص الأكبر، يصبحون، وقودا وحطبا، في جهنم عليها يتكئون.
وعودًا على بدء، واستنطاقا لرنين الأسئلة العجاف، واستقراء لواقع ضيزيٍّ سقيم، متى يسقط الطاغية في بلادنا؟ أجيبها بصدق الكلمة، وشرف الرسالة، وفق ما نقرأه من واقع بئيس " لن يسقط الطاغية، لطالما تساوى في حلبة الحقيقة، الصالحون والفاسدون!! لن يسقط الطاغية والطغاة، ما دمنا نمارسنا النفاقَ، والشقاق، والوفاق، معا وفي وضح النهار!! لن يسقط الأفاك في بلادنا، وقد أدمنا عن عمد، بيع كل وطني غيور، في سوق السياسة والقمار، وبثمن بخس، ووعود كاذبة. لن يسقط الدكتاتور، ولم يَصدق فينا السَّايِسون، ويقولون للكاذب، أنت كاذبا، ولو كانوا أخوتهم، أوعشيرتهم، أو قبيلتهم!!
كيف يسقط الطاغية، وأنَّ جلنا استمرأ في تزيين الظلم بثياب العدل؟؟أبدا لن يسقط الطاغية، ونحن لا نزال نتحزم بعفن الطائفية، ونتانة الجهوية، وما دونهما من ويلات!!! أيسقط الطاغية، وقد تدرَّجنا طائعين لا مكرهين، سلم العمالة والارتزاق، لقبض حفنة وريقات، لا تقيم أود مسغبة؟؟ هل يسقط الطاغية وأذنابه، وفينا من يتجاهل، وقع الظلم عليه وهو المظلوم؟ بل يقذفه قبح غفلته وهوانه، إلى نكران ونفي، وجود نفس مظلومة على طول البلاد وعرضها!!! أيسقط الطاغية فينا، ونحن نتعبد وهمه، ونتخوف ظله، ونقول دونما خجل، أن أكثر بلاد الله، أمنا وسلما، هي بلادنا، وهي الغارقة في بحور، الجوع والمسغبة والخوف، لا تلك الراقدة على شواطئ الدعة، والأمن، والسلامة، والعافية، كما يزعم الأفاكون الدجالون!!!
كيف يسقط الطاغية من على قصره؛ ليدفن في جحره، ونحن نلهث إثر كل ما يبثه وييتقيأه "فرعون أسمرا" قبحا وقيحا، صباح مساء، دونما حياء، أو إمعانٍ، أو إعمال لما يرمي إليه الفرعون!!! أجل لن يسقط الطاغية، ونحن نتلقف عويل كل ساقط في طريق الإعلام الحرام، نضيع العمر في الرد على سقطاته وترهاته!!!! أيسقط الطاغية، وقد استمرأنا اجترار التاريخ، دون إعمال مراجعات موضوعية في قناعاة بالية، وقد تسمرت عقولنا في مضمار كنا وكنا وليس الإجابة على ، أين نحن الآن؟؟؟ كيف يسقط الطاغية، وليس في بين أيدنا وأعيننا، حتى بضع إجابات موضوعية، لسيناريوهات وفرضيات، ما بعد سقوط الطاغية وعهره السياسي الآسن؟؟؟ أيسقط الطاغية، لأن كل ما هو قائم أمامنا، مجرد سرابات، وخلافات، وأمنيات، وشنآن، ليس إلا ؟؟؟
في الختام :
"إلى أن يحين سقوط "طاغية" آخر في الكون الفسيح، أترككم مع أمنياتكم لسقوط "فرعون أسمرا"، وحتى ذلكم الحين، لكم مني، أحلى أمنيات السقوط المنتظر، ولو بعد أمدٍ بعيد !!!! إلى لقاء.
" أيسقط الطاغية، وقد استمرأنا اجترار التاريخ، دون إعمال مراجعات موضوعية في قناعاة بالية، وقد تسمرت عقولنا في مضمار كنا وكنا وليس الإجابة على ، أين نحن الآن؟؟؟ كيف يسقط الطاغية، وليس في بين أيدنا وأعيننا، حتى بضع إجابات موضوعية، لسيناريوهات وفرضيات، ما بعد سقوط الطاغية وعهره السياسي الآسن؟؟؟ أيسقط الطاغية، لأن كل ما هو قائم أمامنا، مجرد سرابات، وخلافات، وأمنيات، وشنآن، ليس إلا ؟؟؟ " .... ....
كلام عميق يعكس واقعنا المؤلم.. صراحة يتطلب منا التوقف والتفكير الجاد. .تسلم اناملك استاذنا القدير احمد الشريف.
عادل ابوبكر