حزب النهضة الارتري للعدالة – مكتب الإعلام والاتصال
الشيء الطبيعي في حياة البشر أن الكل يريد أن يعيش حياة تليق به ومع إشراقة كل شمس يتطلع ويطمح إلى الحياة الأفضل والإرتريين ليسوا استثناء من غيرهم من الشعوب بل وليس من المبالغة لو قلنا بان الارتريين كانوا سباقين عن غيرهم من شعوب المنطقة ليعيشوا حياة أفضل يتمتعون بحريتهم وكرامتهم وهو ناشئ من الميزة التي يتحلون بها وهي المقدرة الكاملة على التكيف وتطويع الظروف لصالحهم وأيضا الاعتداد بالذات والاعتماد على النفس ولا يرضون بان يكونوا عالة على الأخر وهي متسقة ومنسجمة تماما مع عزة النفس والكرامة .
نلنا الاستقلال وصرنا أحرارا من حكم المستعمر الأجنبي وصارت بلادنا تحت تصرفنا بالكامل نعمل فيها ونحن نتمتع بالحرية التامة في تحقيق تطلعاتنا وأحلامنا كيف لا ونحن المعروفون بحب الوطن حتى النخاع ونحب الجمال والإبداع .
الرغبة في التغيير تظل رغبة راكدة لا تفيد إن لم تتحول إلى حركة مع إيقاعات الحياة فحياتنا دوما تشهد التغيير ابتداء من التغيير الملحوظ في تركيبتنا البيولوجية وتغير مهامنا وتنوع مسئولياتنا كذلك الحياة التي نعيشها هي تابعة وليست متغيرا مستقلا بذاته بمعنى أن الزمن هو مسرح الحياة والمشهد الذي يتلون ويتشكل تباعا للمعطيات التي نمنحها من دأبنا وحراكنا
إن الشعب الارتري اليوم وكما الأولين لا يزال يبحث عن مكانة له بين الأمم في العالم وان هذه المكانة لا يمكن تبوأها إلا من خلال إيجاد السلام الداخلي والاستقرار المستدام الذي يتطلب مشاركة جميع المواطنين في وضع لبنات وركائز دولتهم التي تضمهم جميعا أبناء وطن واحد لا تفرقة لدين أو منطقة أو اثنيه .
إن عالم اليوم لن يلتفت إلينا إذا لم نكن نحن منسجمين مع رغباتنا وطموحاتنا بحيث كل مواطن يجد نفسه ممثلا في تركيبة الدولة والسلطة وبالتالي تكون وحدتنا متينة وتماسكنا وتلاحمنا مضرب المثل كما كان بالأمس القريب في مرحلة الكفاح المسلح عندئذ تكون الانطلاقة بقناعة مواطن متيقن بان جهوده ستكون مرددوها إليه من خلال ما يراه في توفر كافة متطلبات الحياة العصرية التي تعزز من رغبته في العطاء المستمر المستدام في تعاون وتجاوب بين المواطنين فيما بينهم .
إن عالم اليوم لا يمكن أن يلتفت إلا إلى المناطق التي فيها حركة حياة يشع منها المستقبل المشرق يعيش عليها شعب واع متطلع إلى ابعد مما هو عليه شعب يعتز بوطنه يعتز بتاريخه يحمي نفسه من نفسه من خلال بناء
الوعي المشترك الذي يجعل كل المواطنين يتكيفون تماما مع ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم شعب يكرس دعائم السلام ويؤمن بان التقدم والتطور مرتبط بالسلام وان الاقتصاد هو عماد الحياة والشعوب متداخلة في تبادل المنافع وحماية المصالح التي هي المحرك الحقيقي للحياة في كل العصور على اختلاف الأشكال والصور .
نحن الارتريون قادرون من خلال ما نمتلكه من إرادة وحب العمل بان نصنع حياة تليق بنا وكما نالت ثورتنا إعجاب العالم وأبهرت القاصي والداني أيضا اليوم نستطيع تهيئة كافة الظروف التي تمكننا من إقامة حياة مدنية راقية ودوما قابلة للنهوض مرتبطة بالمستقبل الذي لا ينتظر احد ويقدم كل يوم تشرق فيه الشمس أمالا وفرصا للنهوض من العثرة والتخلص من كل ما يكبل العقل ويعيق الحركة ، نحن إذا انطلقنا من إرتريتنا الهوية التي نعتز بها وربطنا كل مصالحنا ومصائرنا بها لدينا إمكانية الانطلاقة التي نلفت بها نظر العالم إلى أهليتنا دوما ليس للانتصار في الحرب إنما في معركة الحياة بكل تفرعاتها التي هي تجعل من حياة المواطن سعادة أو شقاء وعندها سنجد كل عون وستمتد الأيدي إلينا لتصافح وتعطي وتأخذ ونعيش ضمن مفهوم الأسرة الدولية نتفاعل معها ونخرج تماما من العزلة وننفض كل ركام التخلف .
وان دولا عديدة نجدها اليوم وقد وضعت نفسها في مضمار الدول المتقدمة اقتصاديا كانت بالأمس القريب وكما يحدثنا التاريخ دولا متخلفة وتعاني من الفقر والجهل ولكن شعوب تلك الدول استطاعت بتماسكها وإدراكها لحقيقة مصالحها أن تتمكن من اختيار القيادة الحكيمة الراشدة التي تحلت بالمسئولية الوطنية ووضعت ركائز وعوامل الاستقرار وأسس النهوض بالإنسان الذي هو الدعامة الحقيقية لأية نهضة مستدامة لأنه هو من يصنع التحول والفارق هذه الشعوب انطلقت وهي تبحث عن مكانة لها في عالم اليوم فاستحقت أن تجد من يعينها ويفتح لديها مجالات الاستثمار والصناعات الخفيفة والتحويلية مما مكنها من إيجاد بيئة ومناخ إبداعي لأبنائها الذين هم بدورهم برعوا في الابتكار والتطوير ومن ثم امتلاك سر الصناعة ووضع اسم أوطانهم على قائمة الدول التي تحظى بالاحترام ونحن شعب لا تزال لدينا الآمال لبلوغ ما وصلت إليه تلك الشعوب والطريق إليه يعتمد على تحلينا بالمسئولية الوطنية وعندما يرتبط تصورنا وخيالنا وسلوكنا والتعامل فيما بيننا انطلاقا من وطنيتنا التي هي إكسير حياتنا وسر بقائنا .
إن الرهان في التقدم والبناء دوما يكون على الشباب الذين هم طليعة كل امة نحو مجدها وسؤددها ونحن الارتريون ثورتنا انتصرت عندما تدافع إليها الشباب ذكورا وإناثا وتحملوا مسئولياتهم المصيرية واليوم أيضا كالأمس يجب أن نعبد الطريق أمام الشباب ليس فقط لحمل السلاح والدفاع عن حدود الوطن إنما لبناء الوطن على قواعد وقوالب عصرية لنجعل منهم الانطلاقة الحقيقية لحياة ملؤها السعادة وليرسلوا للعالم رسالة غير التي يقدمها أعداء الحياة فلديهم كل الإمكانات لفعل ما نراه نحن مستحيلا متى ما منحناهم الثقة ودفعناهم إلى الساحات والمنابر نزرع فيهم الحب والمودة التي هي التعبير الحقيقي عن الشهداء الذين وهبوا أرواحهم من اجل مستقبل أجيال الوطن .
حزب النهضة الارتري للعدالة – مكتب الإعلام والاتصال
4/9/2022م
Comments